خلال صدور نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسية 2019 السابقة لأوانها، انقطع الخط مع بشرى، الاستاذة النائبة السابقة الفاتقة الناطقة، رئيسة لجنة الحريات الفردية و المساواة، الحائزة على البطاقة الخضراء، لتصول و تجول في مختلف الاذاعات و التلفزات الوطنية و حتى الأجنبية، حول موقفها من تأهل قيس سعيد للدور الثاني، و ذلك في معرض مقال سابق بعنوان « آلو بشرى .. قيس سعيد على الخط « .. لأجدها هذه المرة اختارت موقع المونيتور الأمريكي لتتحدث على قيس سعيد الذي أصبح ساكن قرطاج الجديد، الذي اتهمته سابقا على قناة أجنبية بأنه سلفي.
حيث كان تصريحها متناقضا، في حين تصف الرجل بأنه يصعب تحديد هويته السياسية و انتمائه الفكري، و من جهة أخرى تصرح أن قيس سعيد منفتح و ثوري سياسيا و ثقافيا.
كما تصفه محافظا، و من الصعب مصادقته على قانون المساواة في الميراث، و من جهة أخرى ترى أن اهتمام الرجل بحقوق المرأة، يمكن أن يكون مدخلا لتطوير خطابه و لتغيير موقفه من مشروع المساواة في الميراث.
إعلمي بشرى، أن تتويج قيس سعيد بعرش قرطاج بنسبة 72.71 بالمائة من الأصوات المصرحة بها، هي سابقة تاريخية، لأنها نتيجة استفتاء شعبي، و ليست نتيجة تنافس مع خصمه نبيل القروي.
و هي كذلك مناسبة لوأد مشروعك التي صادرت حقنا في الاستفتاء عليه، و حرّمت علينا تطبيق آيات سورة النساء، عوض أن تقومي بدعوة السّاسة أن يكفوا شرورهم عنّا، و تعرية حقيقة الانتهاكات التي طالت المرأة في حقوقها الاجتماعية و الاقتصادية مع علمك جيدا أن المرأة ترث ضعف الرجل من الجهل و نسبة البطالة و الاستغلال الفاحش.
لكن صاحب شعار « الشعب يريد »، أكّد إرادة الشعب في أن مسألة الميراث محسومة بالقرآن الكريم. إعلمي بشرى، أن انتمائه السياسي، قد أعلنه بمناسبة آداء اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية.
حيث أنت و عائلتك السياسية المنتمية للمنظومة القديمة محدّقين بوجوه مكفهّرة تحت قبة البرلمان للرئيس و هو يخاطبكم قائلا « كل من يريد أن يعود بنا إلى الوراء إنما هو يلهث وراء السراب ويغرّد خارج سياق التاريخ ». و بذلك معلنا انتمائه السياسي ل ثورة 17 ديسمبر 2010 العظيمة، حينها كنت يا بشرى تحاولين باستماتة و بلغة فرنسية معبرة على إيجاد حبل نجاة لإنقاذ المخلوع. إعلمي بشرى، أن هويته، هي هوية الشعب التونسي العظيم، الذي يعتز بهويته العربية الاسلامية، لتكون فلسطين بوصلته الذي اعتبرها حق محفور في وجدان أحرار و حرائر تونس. كما عاهد شعبه على العمل بصدق معه ، قائلا » لنجلس معا في مقعد صدق في هذه الحياة الدنيا.. لنجلس في مقعد صدق عند مليك مقتدر ». يتضح من كل ما سبق، وأن تصريحات بشرى تؤدي الى خيارين لا ثالث لهما، إما أن رئيس الجمهورية يعاني من إنفصام في الشخصية، أم أن بشرى تطمح بأن تكون مستشارة لدى رئاسة الجمهورية مكلفة بتطوير خطاب و تغيير موقف الرئيس.
حياة بن يادم